أظهرهم؛ ونحوه، فخوف بذلك أهل مكة بصنيعهم لرسول اللَّه؛ أن ينزل بهم كما نزل بأُولَئِكَ الذين مكروا برسلهم؛ لئلا يعاملوه بمثل معاملة أُولَئِكَ رسلهم، واللَّه أعلم.
قال الحسن: هذا على التمثيل بالبناء الذي بُني على غير أساس؛ ينهدم ولا يعلم من أي: سبب أنهدم، فعلى ذلك مكرهم يبطل ويتلاشى؛ كالبناء الذي بني على غير أساس ويشبه أن يكون على التمثيل من غير هذا الوجه؛ وهو أنهم قد مكروا وأحكموا مكرهم بهم؛ فيتحصنون بذلك؛ كالبناء الذي يتحصن به؛ فأبطل اللَّه مكرهم؛ كقوله:(وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا. . .) الآية، وقوله:(وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ. . .) الآية.
هو ما ذكرنا من إبطال مكرهم الذي به كانوا يتحصنون؛ كوقوع السقف الذي به يتحصن من أنواع الأذى والشرور. ويحتمل على التحقيق؛ وهو ما نزل بقوم لوط؛ من الخسف، وتقليب البنيان، وإمطار الحجر عليها.
وأما ما ذكر بعض أهل التأويل: من الصرح الذي بنى نمرود وبنيانه، ووقوعه عليهم؛ فإنا لا نعلم ذلك.
كذلك كان يأتي العذاب الظلمة الكذبة؛ من حيث لا علم لهم بذلك؛ كقوله:(فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً. . .) الآية، وقوله:(فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ)، هو من الإتيان، ومعلوم أنه لا يفهم من إتيانه الانتقال من مكان إلى مكان، ولكن إتيان عذابه، أضيف إليه الإتيان؛ لما بأمره يأتيهم، ومنه [ .... ]، فعلى ذلك لا يفهم من قوله:(وَجَاءَ رَبُّكَ)، وقوله:(إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ. . .) الآية إتيانُ الانتقال ومجيئه من مكان إلى مكان، وقد ذكرنا هذا وأمثاله في غير موضع.