والثاني: ما كان جواب قومه لبعضهم إلا أن قالوا أخرجوهم وأما للوط كان منهم له أجوبة؛ كقوله:(وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا) كذا، وقال في آية أخرى:(فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ)، هذا فيما بينهم وبين لوط؛ ولأول فيما بينهم قَالَ بَعْضُهُمْ لبعض:(أَخْرِجُوهُمْ)، أو لاختلاف المشاهد والمجالس.
اختلف فيه؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: قلبت قرية لوط، وجعل عاليها سافلها على ما ذكر في الآية (فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا)، ثم أمطر على من كان غاب منهم الحجارة.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: قلبت القرية فأمطرت على أهلها كالمطر.
وقال آخرون: قلبت الأرض وأمطر عليها حجارة من سجيل تسوى الأرض، أو كلام نحو هذا.
ثم العذاب في الأمم لم يأتهم في الدنيا بنفس الكفر، ولكن لما كان منهم من استحلال أشياء حرمت عليهم، ومن قتل الأنبياء، وأذاهم، والمكابرات التي كانت منهم