للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْكَيْلَ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ)، وقَالَ بَعْضُهُمْ: (بِالْقِسْطَاسِ): القبان؛ فكيفما كان ففيه ما ذكرنا: من الأمر بتوفير الكيل والوزن، والإيفاء لحقوقهم، والنهي عن البخس والنقصان.

وقوله - عزَّ وجلَّ -: (ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا).

يحتمل قوله: (ذَلِكَ خَيْرٌ) - ما ذكر من توفير الكيل والوزن وإيفاء الحقوق - خير في الدنيا؛ لما فيه أمن لهم من النا.

(وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)، أي: أحسن عاقبة في الآخرة، ويحتمل قوله ذلك - ما ذكر في هذه

الآيات من أولها إلى آخرها: إذا عملوا بها خير لهم في الدنيا وأحسن تأويلًا، أي: عاقبة.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (٣٦)

قيل: لا تقف، أي: لا -، وقيل: لا تَرْمِ، وقيل: لا تتبع؛ فكيفما كان - ففيه النهي عن القول والرميْ لا علم له به، ولا ترم ما ليس لك به علم، ولا تقل ما ليس لك به علم.

(إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا).

قَالَ بَعْضُهُمْ: (كُلُّ أُولَئِكَ) يعني: الشمع والبصر والفؤاد - يُسأل عما عمل صاحبه؛ كقوله: (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ. . .) الآية، وقوْله: (شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ)، تُسأل هَؤُلَاءِ عما عمل صاحبها؛ فيشهدون عليه.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: هو عن كل أُولَئِكَ كان مسئولاً، أي: يسأل المرء عما استعمل هذه الجوارح؛ وأنه: فيم استعملها.

وقَالَ بَعْضُهُمْ، قوله: (أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ): يعني الخلائق جميعًا، (عَنْهُ): يعني عما ذكر من السمع والبصر والفواد (مَسْئُولًا).

وقَالَ بَعْضُهُمْ في قوله: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ)، يقول: لا تقل: رأيتُ،

<<  <  ج: ص:  >  >>