عن ابن عَبَّاسٍ - رضي اللَّه عنهما - قال: آدم وحواء وإبليس والحية. وقال الحسن: آدم ووسوسة الشيطان لأن من قوله: إن الشيطان لم يكن في السماء، إنما وسوس آدم وحواء من بعد؛ فالأمر بالهبوط لوسوسة الشيطان؛ ولذلك بقت في أولاده إلى يوم القيامة.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: دل قوله: (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) على أن الأمر بالهبوط إنما كان من السماء وكانوا في السماء.
ثم قوله:(اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) كأن الأمر بالهبوط لم يكن معًا؛ لأن إبليس أمر بالهبوط حين أبى السجود وآدم وحواء حين تناولا من الشجرة، ثم جمعهم في الأمر بالهبوط؛ ليعلم أن ليس في الجمع بالذكر دلالة وجوب الحكم والأمر مجموعًا.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (اهْبِطُوا) لا يفهم منه الهبوط من الأعلى.
ألا ترى أنه قال في آية أخرى:(اهْبِطُوا مِصْرًا) أي انزلوا فيه.
وقوله:(عَدُوٌّ)، وهو عدو لنا إما بالكفر، وإما بالسعي في هلاكنا، وكل من يسعى في هلاكنا فهو عدو لنا ونحن عدو له.