يجعلون المشيئة في ذلك إلى أنفسهم دون اللَّه، واللَّه أخبر أنه يرفع درجات من يشاء وهم يقولون - لا يقدر أن يرفع، بل هم يملكون أن يرفعوا درجات أنفسهم؛ فدلت الآية على أن من نال درجة أو فضيلة إنما ينال بفضل اللَّه ومنه.
ثم قوله:(نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ): تحتمل الدرجات وجوهًا.
تحتمل: النبوة، وتحتمل: الدرجات في الآخرة أن يرفع لهم.
وتحتمل: الذكر والشرف في الدنيا لما يذكرون في الملأ من الخلق.
أي: حكيم في خلق الخلائق، خلق خلقًا يدل على وحدانيته، ويدل على أنه مدبر ليس بمبطل في خلقهم، ثم عليم بأعمالهم وعليم بمصالح الخلق وبما يصلح لهم، أوبما لا يصلح، والحكيم: هو الذي لا يلحقه الخطأ في التدبير.