للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لما كان، من البحيرة، والسائبة، ونحوهما.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا) هو ما ذكر من البحيرة، والسائبة، والوصيلة، والحامي، وهو الحجر الذي ذكر في هذه الآية، يجعلون تلك الأشياء لشركائهم، لا ينتفعون بها.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا).

قيل فيه بوجوه:

قيل: (لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا)، أي: لا ينتفعون بها؛ ليعرفوا أنعم اللَّه؛ ليشكروا اللَّه عليها.

وقيل: (لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا)، أي: لا يذبحون للأكل، ولا يذكرون اسم الله عليها.

ويحتمل: لا يذكرون اسم اللَّه عليها وقت الركوب؛ كما يذكر اسم اللَّه عليها وقت الركوب، وهو قوله: (سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا) الآية؛ لأنهم كانوا لا يركبونها؛ ولكن يسيبونها.

وقيل: لا يحجون عليها.

والأول كأنه أقرب: كانوا لا ينتفعون بها؛ ليعرفوا نعم اللَّه، ويشكروه عليها.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ).

بأن اللَّه أمرهم بذلك، وهو حرم عليهم، وهو أحل؛ فذلك هو الافتراء على اللَّه، أو بما أشركوا شركاءهم في عبادة اللَّه وفي نعمه.

(وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا ... (١٣٩)

قيل: هو صلة قوله: (وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ)، يحرمون على النساء،

<<  <  ج: ص:  >  >>