للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويحتمل (أُولَاهُمْ): الذين دخلوا أولًا، (لِأُخْرَاهُمْ): هم الذين دخلوا النار أخيرًا، وهم الأتباع.

(فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ).

قيل فيه بوجهين:

يحتمل ماكان لكم علينا من فضل في شيء؛ فقد ضللتم كما ضللنا، أي: لم يكن لنا عليكم فضل سلطان، ولا كان معنا حجج وآيات قهرناكم عليها، إنما دعوناكم إلى ذلك فاستجبتم لنا، وقد كان بعث إليكم الرسل مع حجج وآيات فلم تجيبوهم، وهو كخُطبة إبليس حيث قال: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ. . .) فيقول هَؤُلَاءِ القادة للأتباع مثل قول الشيطان لجملتهم.

وقيل: قوله (فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ)، يعني: تخفيف العذاب.

أي: نحن وأنتم في العذاب سواء، لا فضل لكم علينا من تخفيف العذاب في شيء.

أحد التأويلين في قوله: (فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ) يرجع إلى الآخرة والآخر إلى الدنيا.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ).

من الشرك والتكذيب لآيات اللَّه، وكذلك جزاء بما كانوا يكسبون ويعملون.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا ... (٤٠)

هذا قد ذكرناه فيما تقدم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ).

قَالَ بَعْضُهُمْ: يعني بأبواب السماء أبواب الجنان؛ لأن الجنان تكون في السماء؛ فسمى أبواب السماء لأن الجنان فيها،

ألا ترى أنه قال: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) وما يوعد لنا هو

<<  <  ج: ص:  >  >>