قَالَ بَعْضُهُمْ: قوله: (إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ) ذلك أن المنافقين قد آمن منهم بعد النفاق وتاب، فأخبر أنه إن يعف عنهم يعذب طائفة: الذين لم يؤمنوا ولم يتوبوا.
وقيل: إن يعف عن طائفة منكم يعذب طائفة؛ لأن من المنافقين من قد ماتوا على الإيمان، ومنهم من قد مات على الكفر؛ فوعد العفو لمن مات على الإيمان؛ كقوله:(وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ): أخبر أنه إن شاء تاب عليهم؛ فقوله:(إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ) الطائفة التي يتوب الله عليهم.
ذكر في أهل الإيمان أن بعضهم أولياء بعض بقوله:(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)، وذكر في الكافرين الولاية لبعضهم ببعض بقوله:(وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)، وقال في المنافقين:(بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ)، فهو - واللَّه أعلم - أن لأهل الإيمان دينًا يدينون به ويتناصرون، ويدعون الناس إليه،