هم أشراف قومه وسادتهم؛ كقوله:(إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا. . . .)، الآية، وكانوا هم أضداد الأنبياء والرسل؛ لأنهم كانوا يدعون الناس إلى ما يوحي إليهم الشياطين، والرسل كانوا يدعون إلى ما يوحي إليهم اللَّه، وينزل عليهم؛ لذلك قالوا:(إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)؛ لأنهم ظنوا أن ما أوحى إليهم الشيطان هو الحق، وأن ما يدعو إليه الرسل هو ضلال وباطل.
أي: لست أنا بضال؛ لأنه إذا نفى الضلال عنه، نفى أن يكون ضالاً، وهو حرف رفق ولين، وعلى ذلك أمر الأنبياء والرسل أن يعاملوا قومهم؛ لأن ذلك أنجع في القلوب، وإلى القبول أقرب.
(وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، والعالم هو جوهر الكل.
ويحتمل قوله:(إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) أي: لفي خطإ مبين، ثم يخرج على وجهين:
أحدهما: نسبوه إلى الخطأ؛ لما رأوه خالف الفراعنة والجبابرة الذين كانت همتهم القتل لمن خالفهم.
والثاني: نسبوه إلى الخطأ؛ لأنه ترك دين آبائه وأجداده، واللَّه أعلم.