قال بعض أهل التأويل: هذه المخاطبة يخاطب بها أهل مكة؛ يذكر قدرته وسلطانه على بعثهم بعد الموت والهلاك؛ يقدر على إذهابكم وإهلاككم، ويقدر أيضًا أن يأتي بغيركم، فعلى ذلك: يقدر على بعثكم بعد مماتكم.
قال أهل التأويل: أي: عليه هين يسير، ولكن عندنا - واللَّه أعلم -: (وَمَا ذَلِكَ): أي: ذهابكم وفناؤكم عليه ليس بشديد عليه ولا شاقّ؛ ليس كملوك الأرض إذا أذهب، شيء من مملكتهم يشتد ذلك عليهم، فأما اللَّه سبحانه وتعالى لا يزيد الخلق في سلطانه ولا في ملكه؛ ولا ينقص فناؤهم وذهابهم منه شيئًا؛ كقوله:(أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) أي: شديد عليهم وهو ما وصفهم - عَزَّ وَجَلَّ -: (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)، ذكر مكان العزة الشدة، ومكان الذلة - هاهنا - الرحمة.
أو أن يكون قوله:(وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ) أي: ما بعثكم وإحياؤكم بعد الممات على اللَّه بشاقٍّ ولا شديد.