من الناس من يقول: إن الشهور كانت التبست عليهم واختلطت؛ لكثرة ما كانوا يؤخرونها ويقدمونها، حتى لم يكونوا يعرفون الشهور بعينها كل شهر على حدة، فخطب رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - بمكة بالموسم، فقال:" ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب الذي هو بين جمادى وشعبان ".
ثم قال لهم:" أي بلد هذا؟ وأي شهر هذا؟ وأي يوم هذا؟ "، قالوا: بلد حرام، وشهر حرام، ويوم حرام، فقال:" ألا هل بلغت "، قالوا: بلى، قال:" اللهم اشهد ".
وفي بعض الأخبار زيادة: فقال: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا. . .) الآية، وقالوا: وذلك أنهم كانوا يجعلون صفرًا عامًا حرامًا وعامًا حلالًا،