والبهائم كل ما خشن، وخبث يذكرهم مننه عليهم ونعمه عليهم، ليستأدي بذلك شكره.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ) قَالَ بَعْضُهُمْ: أبالشيطان يصدّقون، ويجيبونه إلى ما دعاهم من الأنفة من البنات، وبنعمة اللَّه هم يكفرون، أي: هذه البنات لكم نعمة، فكيف تكفرونها، وقال:(أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ) أي: أبالشيطان إلى ما دعاكم وبنعمة اللَّه أي: بمُحَمَّد يكفرون، أو بالإسلام، أو بالقرآن.
وقال أبو بكر الأصم:(أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ) يقول: تقرون بأنكم عبيد لأحجار. وثذلون لها وتعبدونها، (وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ) يقول: وبما أنعم اللَّه عليكم في أنفسكم وما خولكم ورزقكم تكفرون به، وكان الشكر أولى بكم، واللَّه أعلم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ - (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا) فائدة ذكر هذا لنا - واللَّه أعلم - لئلا نتبع بعض المخلوقين بأهوائنا، ولا نكل في أمورنا إلى من نعلم أنه لا يملك ضرّا ولا نفعًا، ولا يستطيع شيئا من الرزق، كما تبع أُولَئِكَ في عبادة من يعلمون أنه لا يملك شيئًا، ولا نفعًا ولا ضرا فيعبدونه؛ يذكر سفههم في عبادتهم من يعلمون أنه لا يملك شيئًا من النفع والضر والرزق لئلا نعمل نحن مثل صنيعهم بمن دون اللَّه من المخلوقين.
ثم اختلف في قوله:(مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا) وقال الحسن: هو على التقديم، أي: يعبدون من دون اللَّه شيئًا لا يملك لهم ما ذكر.