للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لما نزلت هذه الآية: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ) شق ذلك على المسلمين فقالوا: يا رسول اللَّه، فأينا لا يظلم نفسه؟! قال: " ليس ذلك إنما هو الشرك، أو لم - تسمعوا ما قال لقمان لابنه: (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).

وعن أبي بكر الصديق - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال لأصحابه: ما تقولون في هاتين الآيتين: (الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا)، (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ)؛ فقالوا: (الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا): ثم عملوا له واستقاموا على أمره، (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ)، أي: لم يذنبوا فقال: لقد حملتمونا على أمر شديد، (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ): بشرك، (الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا): عليها فلم يعدلوا عنها بشرك ولا غيره.

فإن ثبثت هذه الأخبار فهو ما ذكر فيها أن الظلم هو الشرك، وإلا احتمل الظلم ما دون الشرك أن من لم يظلم ولم يذنب فهو في أمن من اللَّه، ومن ارتكب ذنبًا أو ظلمًا فله الخوف، وهو في مشيئة اللَّه: إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له وعفا عنه.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ ... (٨٣) الآية: ينقض

<<  <  ج: ص:  >  >>