قال (شُرَكَائِيَ)؛ على زعمهم، وإلا: لم يكن لله شركاء.
(فَدَعَوْهُمْ).
يعني: دعوا الأصنام التي عبدوها.
(فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ).
قال أبو بكر الأصم: لم يجيبوهم في وقت، وقد أجابوهم في وقت آخر، وهو ما قالوا:(إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ)، ولكن قوله:(فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ)؛ لما كانوا يعبدونها في الدنيا، وإنَّمَا كانوا يعبدونها طمعا أن يكونوا لهم شفعاء وأنصارا؛ كقولهم (هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ)، (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) وقوله: (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا)، فيكون قوله:(فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ): ما طمعوا هم بعبادتهم الأصنام: من الشفاعة، والنصرة، ودفع ما حل بهم عنهم، والمنع عن عذاب اللَّه، واللَّه أعلم.
وقوله:(وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا).
أي: بين أُولَئِكَ وبين الأصنام، (مَوْبِقًا)، قَالَ بَعْضُهُمْ: مهلكا.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: الموبق: الذي يفرق بينهم وبين آلهتهم في جهنم.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: نهر فيها.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: جعلنا وصلهم في الدنيا الذي كان بين المشركين وبين الأصنام مَوْبِقًا، أي: مهلكا.