ثم اختلف في قوله:(أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ)؛ اختلف في تلاوته، وتأويله:(أَنَّ النَّاسَ) بنصب الألف، و (إِنَّ النَّاسَ) بكسرها، فمن قرأ بالنصب:(أَنَّ النَّاسَ) وجعل ذلك القول من الدابة، ثم يخرج على وجهين:
أحدهما: تقول الدابة: إن الناس كانوا بي وبخروجي لما وعدوا لا يوقنون أني أخرج، فهأنذا خرجت.
والثاني: أنها تخبر عن اللَّه وتنبئ أن الناس كانوا بالدابة وبغيرها من الآيات لا يوقنون.
ومن قرأ بالخفض (إِنَّ) يجعل ذلك القول من اللَّه ابتداءَ إخبارٍ: أنهم كانوا لا يزالون لا يوقنون.
وفي خروج الدابة أعظم آيات في إثبات رسالة رسول اللَّه ونبوته؛ لأنه أخبر أنها تخرج في وقت كذا؛ فتخرج على ما أخبر في ذلك الوقت على الوصف الذي وصف؛ فتدلهم على صدقه.