قوله:(مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ)، يحتمل: أي: موافقًا لما لم يحرف ولم يغير من تلك الكتب؛ لأن تلك الكتب قد حرفوها وغيروها، ولم يحرف هذا الكتاب، وقد حفظه اللَّه - تعالى - عن التبديل والتغيير، فهو مصدق موافق لما لم يغير ولم يحرف من تلك الكتب، واللَّه أعلم.
وقوله:(لِسَانًا عَرَبِيًّا) أي: أنزله بلسان عربي؛ ليعلم أنه لم يأخذه مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - من تلك الكتب؛ لأن تلك الكتب كانت على غير لسان العرب، ولسانه عربي، ولكن جاءه من اللَّه - تعالى - بلسانه.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ) فمن قرأ: (لِتُنذِرَ) بالتاء فتأويله: لتنذر يا مُحَمَّد الذين ظلموا، ومن قرأ بالياء (ليُنذِرَ) أي: لينذرهم القرآن، وقد ذكرنا فيما تقدم تفسير النذارة والبشارة، واللَّه أعلم.
أحدهما: أي: (قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) على ذلك القول الذي قالوا، وثبتوا على ذلك، ولم تتغير، ولم تتبدل حالتهم تلك، واللَّه أعلم.
والثاني:(قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) بحق الوفاء بالعمل بما أعطوا بلسانهم وقلوبهم (فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) وقد ذكرناه في غير موضع.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٤) جعل ذلك لهم جزاء أعمالهم بفضله ورحمته، لا أنهم يستوجبون ذلك بنفس عملهم، ولكن بالتفضل والرحمة، وذكر جزاءه الأعمال فضلا منه.