وباللَّه يوصل بقصد السبيل؛ وهي السبل التي ذكرنا، (وَمِنْهَا جَائِرٌ) كقوله: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ).
وقَالَ بَعْضُهُمْ: طريق الحق والعدل لله، وقد يستعمل حرف (على) مكان (له) كقوله: (وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ) أي: للنصب وقوله: (وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ) أي: لربهم، كقوله:(يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)، (وَمِنْهَا جَائِرٌ): وهي السبل المتفرقة عن سبيله.
قد ذكرنا تأويله، وقوله:(وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ) يخرج على وجهين:
أحدهما: لو شاء أكرم الخلق كله اللطف الذي أكرم أولياءه؛ فاهتدوا به؛ فيهتدون.
والثاني: لو شاء أعطاهم جميعًا الحال التي يكون بها الاهتداء؛ وهو ما قال:(وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً)، إلى آخر ما ذكر؛ لما لا يحتمل أنه إذا كان ذلك مع الكفار لكفروا جميعًا، وإذا كان تلك الحال للمسلمين لا يسلمون.