للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المظلمة.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ): إن للدِّين آفات وداء تضر به وتتلفه كما لهذه الأبدان آفات وأمراض تعمل في إتلافها وإهلاكها، ثم جعلت لآفات الأبدان وأمراضها أدوية يشفى بها الأبدان المؤرقة المريضة؛ فعلى ذلك جعل هذا القرآن شفاء لهذا الدِّين ودواء يداوى به، فيذهب بآفات الدِّين وأمراضه؛ كما تعمل الأدوية في دفع آفات الأبدان وأمراضها؛ لذلك سماه موعظة وشفاء لما في الصدور، واللَّه أعلم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَهُدًى وَرَحْمَةٌ) قيل: هدى من الضلالة، ورحمة من عذابه. أو يقول: (وَهُدًى وَرَحْمَةٌ) هدى أي: يدعوا إلى كل خير ويهدي إليه، ورحمة: لمن اتبعه، هو هدى ورحمة لمن اتبعه وتمسك به، وعمى وضلال لمن خالفه وترك اتباعه وهو ما ذكر (وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى)، وقال: (فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا)، أي: زاد للمؤمنين إيمانًا إلى إيمانهم، و (فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا) أي: زاد للكافرين رجسًا إلى رجسهم، واللَّه أعلم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (٥٨) قَالَ بَعْضُهُمْ: فضل اللَّه ورحمته القرآن.

وقال قائلون: فضل اللَّه القرآن، ورحمته الإيمان، وفيه أنه بإنزال القرآن متفضل إذ له ألا ينزل، وفيه أن أهل الفترة يؤاخذون في حال فترتهم، واللَّه أعلم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) أي: فرحكم بما ذكر هو خير مما تجمعون من الدنيا.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: قوله: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ): إنما خاطب المؤمنين بقول: قل للمؤمنين بفضل اللَّه: الإسلام، وبرحمته: يعني القرآن فبذلك يعني فبهذا الفضل والرحمة فليفرحوا يعني المؤمنين، هو خير مما يجمعون يعني مما يجمع الكفار من الأموال من الذهب والفضة وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>