ويحتمل قوله:(بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ) رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - كان من أول ما نشأ إلى آخر أمره آية؛ لما ذكر من النور في وجه أبيه ما دام في صلبه، ثم في وجه أمه؛ إذا وقع في رحمها، ثم من ضياء الليلة التي ولد فيها، ثم من ظل السحاب الذي أظله وقت ما خرج من وطنه، وأمثال ذلك كثير ما لا يقدر إحصاؤه، واللَّه أعلم.
فذلك كله يدل على رسالته ونبوته، لا يرتاب فيه إلا المبطل المعاند المكابر.
وقوله:(فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) جائز أن يكون قوله: (فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) أي: أوتوا منافع العلم، أي: هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا منافع العلم، فأما من لم يؤت منافع العلم فلا.
وقوله:(وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ) يحتمل: الظلم: ظلم الآيات، لم يضعوها في موضعها.