للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما محل الإيمان وقدره عند اللَّه تعالى؟ حتى أدراه وأعلمه محله ومنزلته، واللَّه أعلم.

وقوله: (وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا) فإن كان المراد هو الإيمان فهو نور بالحجج والبرهان، وهو كما ذكر: (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ).

وإن كان المراد هو الكتاب، فهو نور لما يرفع جميع حُجب القلوب وسواترها عمن اتبعه ونظر إليه بعين التعظيم.

وقوله: (نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ) من علم أنه يختاره شاء أن يهديه.

ثم قوله: (نَهْدِي بِهِ) يحتمل: القرآن.

ويحتمل الإيمان نفسه؛ أي: يجعله بالإيمان مهتديًا، واللَّه أعلم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).

قوله: (لَتَهْدِي) يحتمل: لتدعو، أو لتبين لهم الصراط المستقيم، ثم فسره بقوله - تعالى -: (صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ... (٥٣) لم يفهم من صراط اللَّه ما يفهم من صراط الخلق، أو صراط فلان، فكيف يفهم من مجيئه أو إتيانه ما يفهم من مجيء الخلق أو إتيانه، فهذا يدل أن لا كل ما أضيف إلى اللَّه - تعالى - يفهم منه ما يفهم مما يكون من الخلق، واللَّه أعلم.

وقوله - عزَّ وجلَّ -: (أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ).

يحتمل: ألا إلى اللَّه يرجع تدبير الأمور.

ويحتمل: ألا إلى اللَّه تصير الأمور في الآخرة، وهو البعث، واللَّه أعلم بالصواب.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>