فَإِنْ قِيلَ: إنما هذا حكاية من اللَّه - تعالى - عن المشركين، قلنا: معناه - واللَّه أعلم -: إني أنزلت عليكم الكتاب؛ لئلا تقولوا: إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا، فلم يقولوا ذلك، ولكن اللَّه قطع بإنزاله الكتاب حجتهم التي علم أنهم كانوا يحتجون بها لو لم ينزله، وإن لم يكن لهم في ذلك حجة ولا عذر، وهو ما ذكرنا، واللَّه أعلم.
وقد ذكرنا أن قوله:(فَمَنْ أَظْلَمُ) حرف استفهام في الظاهر، ولكن ذلك من اللَّه على الإيجاب؛ كأنه قال: لا أحد أوحش ظلمًا ممن كذب بآيات اللَّه وصدف عنها وقوله: (وَصَدَفَ عَنْهَا) أي أعرض عنها (سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ) يعرضون ويبدلون. . . الآية ظاهرة.