للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَإِنْ قِيلَ: إنما هذا حكاية من اللَّه - تعالى - عن المشركين، قلنا: معناه - واللَّه أعلم -: إني أنزلت عليكم الكتاب؛ لئلا تقولوا: إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا، فلم يقولوا ذلك، ولكن اللَّه قطع بإنزاله الكتاب حجتهم التي علم أنهم كانوا يحتجون بها لو لم ينزله، وإن لم يكن لهم في ذلك حجة ولا عذر، وهو ما ذكرنا، واللَّه أعلم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ).

قيل: القرآن.

وقيل: مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -.

(وَهُدًى).

أي: هدى من الضلالة وكل شبهة.

(وَرَحْمَةٌ).

أي: ذلك منه رحمة ونعمة.

(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ).

أي: لا أحد أظلم ممن كذب بآيات اللَّه.

قيل: بآيات اللَّه: حجج اللَّه.

وقيل: دين اللَّه، وقد ذكرناها في غير موضع.

وقد ذكرنا أن قوله: (فَمَنْ أَظْلَمُ) حرف استفهام في الظاهر، ولكن ذلك من اللَّه على الإيجاب؛ كأنه قال: لا أحد أوحش ظلمًا ممن كذب بآيات اللَّه وصدف عنها وقوله: (وَصَدَفَ عَنْهَا) أي أعرض عنها (سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ) يعرضون ويبدلون. . . الآية ظاهرة.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا ... (١٥٨)

قال أهل التأويل: ما ينظرون، وحرف " هل " هو حرف استفهام وتعجب، لكن

<<  <  ج: ص:  >  >>