وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا) وقال في موضع آخر: (فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) قَالَ بَعْضُهُمْ قوله: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ) الاستقامة هو التوحيد؛ أي: استقم عليه حتى تأتي به ربك؛ كقوله:(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) على ذلك حتى أتوا على اللَّه به.
وقَالَ بَعْضُهُمْ:(قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) بما تضمن قوله: (رَبُّنَا اللَّهُ) لأن قوله: (رَبُّنَا اللَّهُ) إقرار منه له بالربوبية، فيجعل في نفسه وجميع أموره الربوبية لله، والألوهية له، ويجعل في نفسه العبودية له؛ هذه هي الاستقامة التي ذكر، واللَّه أعلم، أن يجعل في نفسه وجميع أموره الربوبية لله، والألوهية له، ويأتي ما يجب أن يؤتى، وينتهي عما يجب أن ينتهي، ويتبع جميع أوامره ونواهيه، واللَّه أعلم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَاسْتَقِمْ) لرسول اللَّه، يحتمل على تبليغ الرسالة إليهم.
وقوله:(فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) يخرج على وجهين:
أحدهما: استقم على ما أمرت ومن آمن معك -أيضًا- يستقيم على ما أمروا.
والثاني: يقول: امض إلى ما أمرت حرف (كَمَا) يخرج على هذين الوجهين اللذين ذكرناهما على ما أمرت، وإلى ما أمرت.