بذلك، واللَّه أعلم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا).
قال الحسن: (يُسْرًا)، أي: عارفًا.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: (يُسْرًا): معروفًا.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: (اليسر): هو اسم كل خير وبركة، واللَّه أعلم بذلك.
وقوله: (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (٨٩) أي: بلاغا لحاجته.
وقال غيره ما ذكرنا من السبب الذي به ملك طريق المغرب والمشرق وبه بلغ ما بلغ، واللَّه أعلم.
ثم اختلفوا فيم سمي ذا القرنين:
قَالَ بَعْضُهُمْ: سمي ذا القرنين؛ لأنه دعا قومه إلى توحيد اللَّه والإيمان به؛ فضربوه على قرنه الأيمن، ثم غاب ما شاء اللَّه، وفي بعض الأخبار مات، ثم حضر فدعاهم ثانيًا فضربوه على قرنه الأيسر؛ فبقي عليه لذلك أثر؛ فسمي لذلك ذا القرنين، لا أن كان له قرن كقرن الثور.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: سمي ذا القرنين؛ لأنه كان له ذؤابتان، أعني: ضفيرتان.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: سمي ذا القرنين؛ لأنه بلغ قرني الشمس: مغربها ومطلعها.
وقَالَ بَعْضُهُمْ سمي: ذا القرنين؛ لأنه عاش حياة قرنين، واللَّه أعلم بذلك، وليس لنا إلى معرفة ذلك حاجة.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ ... (٩٠) بالسبب الذي ذكر أنه أعطاه كما بلغ مغرب الشمس، (وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا).
قال الحسن: إن تلك الأرض تميد وتميع، لا تقر ولا تسكن، لا تحتمل البناء والحجر؛ فإذا طلعت الشمس طلعت عليهم، لما لم يكن لهم بناء ولا ستر تهوروا في البحار فإذا ارتفعت عنهم خرجوا.
وقال ابن عَبَّاسٍ: إن الشمس إذا طلعت كانت حرارتها أشد عند طلوعها من غروبها؛