قال الكيساني: من قرأها (قُبُلاً) فقد تكون جمع (القبيل)؛ مثل (الجبيل) و (الجُبُل)، وقد يكون (القبيل) -أيضًا- من معنى الإقبال؛ كقوله: من قبل ومن دبر.
ومن قرأها (قِبَلا): أراد معاينة.
وقال أَبُو عَوْسَجَةَ:(كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا)، يقال أتانا الناس قبلا، أي: كلهم؛ وقبلا: من المقابلة، وتأويله ما ذكرنا: أن لو فعلنا هذا كله: من إنزال الملائكة إليهم، وتكليم الموتى إياهم، (وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا)، فأخبروهم بالذي يقول مُحَمَّد إنه حق (مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ) لهم الإيمان فيؤمنوا، وفيه ما ذكرنا من الدليل أن الآيات لا تضطر أهلها إلى الإيمان بها إلا أن يشاء اللَّه أن يؤمنوا؛ فحينئذ يؤمنون.