ومنهم: من صرف تأويل الآيات إلى النجوم: أنهن النجوم اللاتي يطلعن من مطالعهن لحوائج الخلق، ولأمور جعلت لها، ويغربن في مغاربهن، ثم ينشطن إلى مطالعهن، فيطلعن منها؛ أي: لا يطلعن كرها؛ بل ناشطات لأمر اللَّه - تعالى - إلى ما سخرن له.
(وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا): النجوم أيضا، وسبحهن: دورانهن في الأفق لأمور، خفي ذلك على الخلق؛ لقوله:(كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ).
وقوله:(فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا) أي: يسبق بعضها بعضا، أو تسبقن الشياطين بالرجم والطرد، لا تدعهن يقربون إلى السماء، وبه قال الحسن، واللَّه أعلم.
ومنهم: من صرف تأويل الآيات إلى مختلف الأشياء، فقال:(وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا) هي القسي ينزعها الإنسان، فيغرق في نزعها، (وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا) هي الأَوْهاق تنشط بها الدابة تكون منه في جهة.
(وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا): هن السفن.
(فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا): هن الخيل.
(فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا): هي الملائكة، وبه قال عطاء.
ومنهم: من صرفها إلى أنفس المؤمنين وأرواحهم، فقال:(وَالنَّازِعَاتِ): هي الأنفس التي تغرق في الصدر، (وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا) حين تنشط من القدمين.
وقيل: إن أنفس المؤمنين ينشطن إلى الخروج عن الأبدان إذا عاينوا ما أعد لهم في الجنة.
(وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا): هي أرواح المؤمنين، سميت: سابحات؛ لسهولة الأمر عليها، كما يسهل الخروج من الماء لمن يعلم السباحة.
وقوله:(فَالسَّابِقَاتِ) - أيضا -: هي أرواح المؤمنين، سميت: سابقات؛ لما تكاد تسبق