قالا أبو بكر الكيساني: عاتب اللَّه رسوله وأصحابه في أخذ الأسارى بقوله: (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ).
وبالغ في العتاب في أخذ الفداء من الأسارى بقوله:(تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ).
وكذلك روي عن رسول اللَّه أنه لما استشار أصحابه في الأسارى، أشار أبو بكر إلى أخذ الفداء، وعمر إلى القتل، فقال:" لو نزل من السماء عذاب ما نجا إلا عمر ".
عاتبهم بالأخذ أخذ الأسارى، وأشد العتاب في أخذ الفداء، وأمر بالقتل وضرب الرقاب بقوله:(فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ)، إنما أمر بضر الرقاب وضرب البنان، وكذلك يخرج قوله:(لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) على العتاب؛ إلى هذا يذهب أبو بكر الأصم.
وعلن بن عَبَّاسٍ قال: لم يكن الأنبياء - صلوات اللَّه عليهم - فيما مضى يكون لهم أسارى حتى يثخنوا في الأرض.
وعن سعيد بن جبير قال: لا يفادى أسارى المشركين، ولا يمن عليهم حتى يثخنوا بالقتل، ثم تلا:(حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ)؛ إلى هذا ذهب هَؤُلَاءِ.