قيل: أي: نردد الآيات ليعلم كل مزدجره. أو يقول: كيف نصرف الآيات ليعلم كل صدقها وحقيقتها أنها من اللَّه جاءت.
(لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ): يحتمل وجوهًا:
صرفها ليفقهوا، وذلك يرجع إلى المؤمنين خاصة.
والثاني:(لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ)، أي: ليلزمهم أن يفقهوا، وقد ألزم الكل أن يفقهوا، لكن من لم يفقه إنما لم يفقه؛ لأنه نظر إليه بعين الاستخفاف.
والثالث:(نُصَرِّفُ الْآيَاتِ) أي: نصرف الرسل ونبلغها إليهم على رجاء أن يفقهوا، لكي يفقهوا؛ إن نظروا فيها وتأملوها.
وذكر (لَعَلَّهُم)؛ لأن منهم من فقه، ومنهم من لم يفقه.
(وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ ... (٦٦)
يحتمل به: القرآن، ويحتمل: بما ذكر من الآيات، ويحتمل: الإيمان به والتوحيد.
(وَهُوَ الْحَقُّ) وكذب به قومك
وهم أحق أن يصدقوك بما جئت به وأنبأتهم؛ لأنك نشأت بين أظهرهم، فلم تأت كذبًا قط، ولا رأوك تختلف إلى أحد يعلمك، فهم أحق أن يصدقوك بما جئت به وأنبأتهم، واللَّه أعلم.