ويحتمل: اجتباهم بما ذكر من رفع الدرجات والفضائل، ويكون صلة قوله:(نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ)، وذلك -أيضًا- يعم الرسل والمؤمنين، واللَّه أعلم بذلك.
وفي قوله:(وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ. . .) الآية: دلالة أن من آبائهم وذرياتهم من لم يجتبهم بقوله: (وَمِنْ)؛ إذ " من " هو حرف للتبعيض.
وفي الآية دلالة نقض قول المعتزلة؛ لأنهم يقولون: إن اللَّه قد شاء أن يهدي الخلائق كلهم لكن لم يهتدوا، وعلى قولهم لم يكن من اللَّه إلى الرسل والأنبياء من الهداية والفضل إلا كان ذلك إلى جميع الكفرة، فالآية تكون مسلوبة الفائدة على قولهم؛ لأنه ذكر أنه يهدي من يشاء وهم يقولون: شاء أن يهدي الكل لكن لم يهتدوا، فإن كان كما ذكروا لم يكن لقوله:(مَنْ يَشَاءُ) فائدة؛ دل أنه من الخلائق من قد شاء ألا يهديهم إذا علم منهم أنهم لا يهتدون ولا يختارون الهدى، وباللَّه التوفيق.