تنال برحمته، ويدخل فيها.
أو سماها: رحمة؛ لأنها هي النهاية والغاية التي تطلب بالرحمة وتراد بها.
وقوله: (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ) الآية.
الفوز: هو الظفر بما يؤمل ويرجو من العمل، أو يقال: الفوز: هو الفلاح الذي لا خوف بعده، واللَّه أعلم.
وقوله: (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ ... (٣١) كأن فيه إضمارًا؛ لأن قوله - تعالى -: (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا) إنما هو إخبار عن المعاينة.
وقوله - تعالى -: (أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ) خطاب ومشافهة، فليس هو من جواب الأول، ولا من نوعه؛ فكأنه قال - واللَّه أعلم -: وأما الذين كفروا في الدنيا فيقال لهم في الآخرة إذا طلبوا الرجوع والإقالة أو التخفيف ونحو ذلك: (أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ) في الدنيا.
ثم يحتمل: آياته: آيات وحدانيته وألوهيته، أو آيات قدرته وسلطانه على التعذيب، أو آيات قدرته على البعث أو آيات رسالته، واللَّه أعلم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ) لا أحد يقصد قصد الاستكبار على آيات اللَّه، لكنهم لما كذبوها وردوا آياته ولم يعملوا بها، فكأنهم استكبروا عليها، وهو كما قال: (لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ) ولا أحد يقصد قصد عبادة الشيطان، لكنهم لما عبدوا الأصنام بأمر الشيطان فكأنهم عبدوه.
ويحتمل أن يكونوا استكبروا على رسله؛ فيكون استكبارهم على رسله كأنهم استكبروا على آياته، واللَّه أعلم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ) قيل: المجرم هو الوثَّاب في المعصية، والله أعلم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (٣٢) كان عندهم فيها ريب، لكنهم لو تأملوا ونظروا فيما أقام من آياته، زال عنهم الريب الذي كان لهم فيها.
ويحتمل أن يقال هذا على الإيقان إذا كان القائل به موقنًا، وإن كان الذي يقال له شاكًّا في ذلك.
والأول أقرب وأشبه.
ثم الناس رجلان في الساعة: