للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإلا ليس كل من تاب يكون على توبته أبدًا.

وقوله: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ): قد ذكرناه، (وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا): قد ذكرناه أيضًا.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: إذا أوذوا صفحوا.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: إنهم كانوا إذا أتوا على ذكر النكاح أو غيره كنوا عنه.

وقال أَبُو عَوْسَجَةَ والْقُتَبِيّ: (يَلْقَ أَثَامًا) أي: عقوبة، الآثام: العقوبة.

وقوله: (مَرُّوا كِرَامًا) أي: لم يخوضوا فيه، وأكرموا أنفسهم عنهم.

(صُمًّا وَعُمْيَانًا) أي: لم يتغافلوا عنها.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: إنهم إذا وعظوا بالقرآن لم يخروا عليها صُمًّا وعميانًا عند تلاوة القرآن، فلا يسمعون ولا يبصرون، ولكن يخرون عليها سمعًا وبصرًا؛ وهو واحد.

وقوله: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (٧٤) قد نعتهم - عَزَّ وَجَلَّ - في معاملتهم أن كيف عاملوا ربهم بالليل والنهار ونعتهم أيضًا في معاملتهم عباده أن كيف عاملوا عباده، ثم نعتهم في معاملتهم أهليهم ودعائهم لهم، فقال: يقولون: (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ)، فهو - واللَّه أعلم - لما أمرهم أن يقوا أنفسهم وأهليهم النار بقوله: (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا. . .) الآية؛ فعند ذلك دعوا ربهم، وسألوه أن يهب لهم من أزواجهم وقرباتهم ما تقر به أعينهم في الدنيا والآخرة.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: اجعلهم صالحين مطيعين؛ فإن ذلك يقر أعيننا.

قال الحسن: واللَّه ما شيء أَحبَّ إلى العبد المسلم من أن يرى ولده أو حميمه يطيع اللَّه، ودال: نراهم يعملون بطاعة اللَّه، فتقر بذلك أعيننا، واللَّه أعلم.

وقوله: (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا): قَالَ بَعْضُهُمْ: أي: اجعلنا أئمة هدى وتقوى يقتدى بنا.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: واجعلنا بحال يقتدي بنا المتقون.

وأصله - واللَّه أعلم - أنهم سألوا ربهم أن يجعلهم بحال من اقتدى بهم صار متقيًا، لا من اقتدى صار ضالا فاسقًا، هذا - واللَّه أعلم - تأويله، وإلا سؤالهم: أن اجعلنا إمامًا

<<  <  ج: ص:  >  >>