للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ).

أي: ذرهم ولا تكافئهم بافترائهم على اللَّه.

ويحتمل: ذرهم وما يفترون؛ فإن اللَّه يكافئهم ولا يفوتون.

ويحتمل: ذرهم وما يفترون؛ فإن ضرر ذلك الافتراء عليهم، ليس علينا ولا عليك، واللَّه أعلم بذلك.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ ... (١٣٨)

قيل: هذه الآية صلة قوله: (وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا) هذا الذي جعلوا للشركاء هو الحجر الذي ذكر في هذه الآية؛ لأنهم كانوا لا ينتفعون بذلك ويحرمونه، وهو حجر.

وأصل الحجر: المنع، وعن ابن عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال: الحجر: ما حرموا أنفسهم من أشياء: من الوصيلة، والسائبة، والحامي، وتحريمهم ما حرموا من أشياء: كانوا يحلون أشياء حرمها اللَّه، ويحرمون أشياء أحلها اللَّه في الجاهلية من الحرث والأنعام.

وفي حرف أُبي، وابن عَبَّاسٍ - رضي اللَّه عنهما -: (حرج)، على تأخير الجيم وتقديم الراء.

وعن الحسن: (حُجْرٌ)، برفع الحاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>