قالوا ذلك متعنتين؛ إذ كان يقرع أسماعهم قوله:(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ)، وقوله:(فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ. . .) الآية، ثم لم يكن يطمع أحد منهم أن يأتي بمثله، وتكلفوا في ذلك؛ دل أن قولهم:(لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا) تعنت وعناد.
(إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) كذلك كان يقول العرب: إنه أساطير الأولين.
يذكر نهاية سفههم، وغاية جرأتهم على اللَّه، وبغضهم الحق، مع علمهم أن اللَّه هو الإله، وأنه قادر على إنزال العذاب، وله السلطان على إمطار الحجارة بقولهم:(اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)، فلم يبالوا هلاك أنفسهم؛ لشدة سفههم، وجرأتهم على اللَّه، وبغضهم الحق، وذكر