يحتمل قوله:(تَفْتَرُونَ): تسميتهم الأصنام آلهة، ويحتمل افتراؤهم على اللَّه ما قالوا:(وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا)، زعموا أن ما فعل آباؤهم أوفعلوا هم، كان بأمر من اللَّه ورضاه؛ حيث تركهم على ذلك، فذلك افتراؤهم.
أي: يقولون: لله البنات، يخبر عن شدة سفههم؛ حيث يأنفون ويستحيون عن البنات، ثم ينسبون ذلك إلى اللَّه ويضيفونها إليه، يصبر رسوله على أذى الكفرة؛ حيث قالوا فيه ما قالوا: إنه ساحر، وإنه مفترٍ، ونحوه، على علم منهم ويقين أنه ربهم وخالقهم، لمحمن أنكر رسالته أولى بالصبر على قوله والحلم منه.
(سُبْحَانَهُ).
كلمة تنزيه عما قالوا فيه، وحرف تعجيب؛ حيث نسبوا إلى اللَّه ما كرهوا لأنفسهم (وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ): يجعلون لأنفسهم البنين ويجعلون لله ما يكرهون لأنفسهم.