قوله:(لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ)، أي: لو كانوا خرجوا فيكم؛ ألا ترى أنه قال:(وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ)؛ دل هذا أنهم لم يكونوا خرجوا، ولو كانوا خرجوا لم يكن يثبطهم، دل أنه ما ذكرنا.
والانبعاث: هو الخروج، وكذلك في حرف ابن مسعود:(وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ).
والتثبيط: الحبس، وأصل التثبيط: التثقيل.
وقال أَبُو عَوْسَجَةَ: الانبعاث: هو القيام، والخبال: قيل: الفساد والشر.
وقيل: الغي، وهو واحد.
وقوله:(مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا)، يحتمل زيادة الخبال وجوهًا:
يحتمل: أن يكونوا عيونًا للعدو، ويخبروهم عن عورات المسلمين، أو كانوا يجبنون أهل الإسلام؛ كقولهم:(إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ)، ونحوه.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ) قيل: هو من إيضاع الإبل (خِلَالَكُمْ) يتخلل فيما بينكم.
وقيل:(وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ).
أي: رواحلهم حتى يدخلوا بينكم حتى لا يصيبهم الأذى، كانوا يستترون بالمسلمين؛ لئلا يصيبهم شيء من البلاء والشدة.