أَعْصِي لَكَ أَمْرًا)، ويشبه أن يكون على وعد الصبر خاصة دون قوله:(وَلَآ أَعْصِي لَكَ أَمْرًا)؛ لأن قوله:(وَلَآ أَعْصِي لَكَ) عهد منه، والثنيا لا يستعمل في العهود، وأما قوله:(سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا) إنما هو فعل أضافه إلى نفسه، فلابد من أن يستثني فيه.
يخرج على الإنكار عليه، أي: خرقتها؛ لتغرق أهلها، أو لتعيبها، أو لماذا هذا الخرق؟ استفهام لولا قوله:(لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا).
فإنى ن على الأول على الإنكار عليه والرد - فقوله:(لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا): ظاهر، أي: جئت شيئا عظيمًا شديدًا.
وإن كان على الاستفهام، فهو على الإضمار؛ كأنه قال: أخرقتها لتغرق أهلها؟! فلئن خرقتها لتغرق أهلها، لقد جئت شيئًا إِمْرًا عظيمًا شديدًا؛ وإن كان التأويل على الإنكار - فهو كما يقال لمن يبني بناء ثم يترك الإنفاق عليه في عمارته: بنيت لتخرب أو لتهدم، وكما يقال لمن زرع زرعًا، ثم ترك سقيه: زرعت لتفسده، ونحوه، وإن كان لم يبن لذلك، ولم يزرع لما ذكر، ولكن لما كذلك يصير في العاقبة إذا ترك سقيه أو عمارة ما