يحتمل قوله:(بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) على الإيجاب والإخبار أن الدِّين الذي اعتقدوا أو تمسكوا به يوجب لهم الولاية، ويصير بعضهم أولياء بعض؛ كقوله:(إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ. . .) الآية، وقوله:(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) ونحوه، فهي أخوة الدِّين وولايته.
ويحتمل قوله:(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ): على الأمر، أي: اتخذوا بعضكم أولياء بعض، ولا تتخذوا غيركم أولياء؛ كقوله:(لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ) وقوله: (لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ)، نهى المؤمنين أن يتخذوا أولياء من غيرهم، فكأنه أمر أن يتخذ المؤمنون بعضهم بعضًا أولياء، لا يتخذوا من غيرهم.
ثم يحتمل الولاية وجهين:
الأولى: ولاية روحانية؛ وهي ولاية في الدِّين توجب مراعاة حقوق تحدث بالدِّين الذي جمعهم وحفظها.