وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (سَبِيلِ اللَّهِ)، قيل: دين اللَّه.
قال الحسن: سبيل اللَّه: دين اللَّه الذي ارتضى لعباده، وأمرهم بذلك، وإلى ذلك دعاهم رسله.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا)
أي: يبغون الدِّين الذي فيه عوج، وهو دين الشيطان؛ كقوله:(وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)، فالعوج هو التفرق الذي ذكر في تلك الآية، وأمكن أن يكون قوله:(وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا)، أي: طعنًا في دين اللَّه، وقد كانوا يبغون طعنًا في دين اللَّه.
يشبه أن يكون ما ذكر من الحجاب ما ذكر في آية أخرى، وهو قوله:(فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ) فأمكن أن يكون الحجاب المذكور بينهما هو السور الذي ذكر، واللَّه أعلم.