قيل:(إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ)، أي: الغنيمة، والظفر، والنصر على الأعداء، يسؤهم ذلك، وإن تصبك مصيبة النكبة والهزيمة فرحوا بها. (يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ).
أي: أخذنا أمرنا بالوثيقة والاحتياط؛ حيث لم نخرج معهم حتى لم يصبنا ما أصابهم.
ويحتمل أن يكون قوله:(قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ)، أي: قد أظهرنا الموافقة للمؤمنين في الظاهر، وكنا مع الكافرين في السر، وواليناهم في الحقيقة، وهو ما ذكر من انتظارهم أحد أمرين في قوله:(الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ. . .) الآية.
(وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ).
يحتمل: يتولوا أُولَئِكَ الكفرة وهم فرحون.
وفي الآية دلالة إثبات رسالة مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - ونبوته؛ لأنه معلوم أن ما يسوءهم كانوا يضمرونه ويسرونه عنهم، ثم أخبر عما أسروا وأضمروا؛ دل أنه إنما علم ذلك باللَّه.