لَمَسَخْنَاهُمْ)، ونحوه فهذه المشيئة؛ مشيئة القدرة، لكنا نقول: إنه أخبر أنه لو شاء أن يمسخهم لمسخهم؛ فقل -أيضًا-: إنه لو شاء أن يهديهم لهداهم، ولو شاء أن يهتدوا لاهتدوا، وكذلك يقول المعتزلة: إن المشيئة - هاهنا - مشيئة القهر والجبر، وقد ذكرنا ألا يكون في حال القهر والجبر إيمان؛ فيصير على قولهم: إلا أن يشاء اللَّه أن يؤمنوا فآمنوا فلا يكون إيمانًا.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا): اختلف في تلاوته وتأويله: أعن الحسن، قال (قُبُلًا): عيانًا، وعن قتادة كذلك (قُبُلًا): عيانًا: حتى يعاينوا ذلك معاينة.
(مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ)، وهو على ما ذكرنا إلا أن يشاء اللَّه أن يؤمنوا فيؤمنوا.
وعن مجاهد:(قُبُلًا)، أي: أفواجا قبيلًا، وفي حرف أبي عمرو بن العلاء:(وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا)، يقول: جيلا فجيلا.
وفي حرف أبي:(قَبِيلًا)، أي: قبيلة.
وقَالَ الْقُتَبِيُّ:(قُبُلًا)، أي: جماعة جماعة، وقبلا، أي: أصنافًا.