قال أَبُو عَوْسَجَةَ:(تُبْسَلَ نَفْسٌ): أي: تسلم، وذلك أن الرجل يجني جناية، فيسلم إلى أهل الجناية.
وقَالَ الْقُتَبِيُّ:(تُبْسَلَ) أي تسلم للهلكة.
وعن الكيساني:(تُبْسَلَ): تجزَى نفس بما كسبت.
وقال الفراء:(تُبْسَلَ): ترهن.
وأصل الإبسال: هو الإسلام، وتفسيره ما ذكر على أثره، وهو قوله:(لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ)؛ كما يكون بعضهم شفيعًا لبعض في الدنيا، وأعوانًا لهم وأنصارًا في دفع المضار والمظالم عنهم وجر المنافع إليهم، وأما في الآخرة: فإن كل نفس تسلم بما كسبت، لا شفيع لها ولا ولي؛ كقوله:(يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ).
وكقوله:(وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً)، وغير ذلك من الآيات تسلم كل نفس إلى كسبها لا شفيع لها ولا ولي.
وقوله:(وَذَكِّرْ بِهِ)، يحتمل بالقرآن والآيات ويحتمل (بِهِ)، أي: باللَّه، أي: عظ به أن تهلك نفس بما كسبت.