للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، (بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ): يقول: ضاربون بأيديهم أنفسهم يقولون لها: اخرجي، يعني الأرواح، وهو قوله: (أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ) وهو عند الموت؛ وكذلك يقول قتادة.

وقال الحسن: ذلك في النار في الآخرة ضرب الوجوه والأدبار.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ)، أي: كثرة العذاب وشدته؛ يقال للشيء الكثير: الغمر؛ وهو كقوله؛ (وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ)، أي: أسباب الموت، ولو كان هناك موت يموت لشدة العذاب.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ): بضرب الوبروه والأدبار، (أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ): على حقيقة الخروج منها؛ كقوله: (يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا)، والأول ليس على حقيقة الخروج، ولكن كما يقال عند نزول الشدائد: أخرج نفسك.

وقال مجاهد: هذا في القتال تضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم، يعني: الأستاه، ولكنه يكون - وهو كقول ابن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وقتادة -: عند الموت.

قال أَبُو عَوْسَجَةَ: غمرات الموت: سكراته وشدائده، والغمر: هو الماء الكثير، والغمر: العداوة، والغمر: الذي لم يجرب الأمور، والغمر: الدسم، والغُمر: القدح

<<  <  ج: ص:  >  >>