كانوا موقوفين محبوسين، لا يدرون ما يحكم اللَّه فيهم، أيعذبهم أو يتوب عليهم؛ فنزل قوله:(وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا).
وقَالَ بَعْضُهُمْ: هو صلة (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا) كانوا اتخذوا مسجدًا فكانوا مرجون لأمر اللَّه، ثم بين أن اتخاذهم المسجد ضراراً، (وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا).
وقَالَ بَعْضُهُمْ: قوله: (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ) قال: هم الثلاثة الذين خلفوا.
وقال أَبُو عَوْسَجَةَ:(وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ) أي: محبوسون: يقال: أرجيته: أي حبسته.
وقَالَ الْقُتَبِيُّ: مرجون لأمر اللَّه، أي: مرجون على أمره؛ كأن هذه الآية نزلت في الذين تخلفوا عنه للركون إلى الدنيا ورغبة فيها، وهم المؤمنون، والآية التي كانت قبل هذه الآية في المنافقين الذين تخلفوا للركون إلى الدنيا وكفرًا ونفاقًا.