فإن كان قوله:(الْعَابِدُونَ) من العبادة، فيكون الحامدون: المثنون على اللَّه؛ لأن العبادات كلها شكر.
وإن كان قوله:(الْعَابِدُونَ): الموحدون، فيكون قوله:(الْحَامِدُونَ) والشاكرون للنعم التي أنعمها اللَّه عليهم.
(السَّائِحُونَ).
قيل: الصائمون؛ وعلى ذلك روي عن نبي اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " أنه سئل عن السائحين؟ فقال: هم الصائمون "، وقال:" وسياحة أمتي الصيام ".
وقَالَ الْقُتَبِيُّ: وأصل السائح الذاهب في الأرض، ومنه يقال: ساح إذا جرى وذهب، والسائح في الأرض ممتنع من الشهوات، فشبه الصيام به؛ لإمساكه في صومه عن المطعم والمشرب وجميع اللذات.
وقال أَبُو عَوْسَجَةَ: هم الذين يمضون على وجوههم في الأرض ليست لهم منازل، يقال: ساح يسيح سيحًا وسياحة.