أيديهم عند رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -؛ لأنه لما بايعوا رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - كانت لهم عنده يد، فيخبر أن جزاء اللَّه الذي يجزيهم بوفاء تلك المبايعة فوق أيديهم التي عند رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -.
ويحتمل أن يكون ما ذكر من يد اللَّه وإضافتها إليه يريد بها رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - كأنه يقول: يد رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - عندكم فيما بايعكم فوق أيديكم عنده؛ لما يحتمل أن يقع عندهم أن يكون لهم يد عند رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - بما بايعوه؛ كقوله - تعالى -: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا. . .) الآية؛ فيخبر أن يد رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - فوق أيديكم عنده بالمبايعة التي بايعتم، واللَّه أعلم.
ويحتمل: أي: يد رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - بالمد والبسط بالمبايعة فوق أيديهم، واللَّه أعلم.
ويحتمل قوله:(يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) أي: توفيق اللَّه - تعالى - إياكم ومعونته على مبايعتكم رسوله فوق وخير من وفائكم ببيعته وعهده، واللَّه أعلم.
وجائز أن يكون قوله:(يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) أي: يد اللَّه في النصر لرسوله فوق أيديهم؛ كقوله - تعالى - (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)، حقيقة النصر إنما يكون باللَّه تعالى، ولا قوة إلا باللَّه.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ) أي: من نكث فعليه ضرر نكثه، وإليه يرجع ذلك الضرر لا إلى رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه - رضوان اللَّه عليهم أجمعين - لأن اللَّه - جل وعلا - وعد النصر له والظفر بأُولَئِكَ، فمن نكث فإنما يرجع ضرر نكثه إليه؛ إذ اللَّه يفي لرسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - ما وعد اللَّه من النصر له، واللَّه أعلم.