للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صالح سليم الناحية (١)، قيل له: كان يلقَّن؟ قال: لا (٢). ومن كان بهذه المثابة كان ما ينفرد به حجة، وإنما الشاذ ما خالفه به الثقات، لا ما انفرد به عنهم، فكيف إذا تابعه مثل ابن صالح (٣) وهو كاتب الليث وأكثر الناس حديثًا عنه؟ وهو ثقة أيضًا، وإن كان قد وقع في بعض حديثه غلط. ومشرح بن هاعان (٤) قال فيه ابن معين: ثقة (٥)، وقال فيه الإمام أحمد: هو معروف (٦)؛ فثبت أن هذا الحديث حديث جيد وإسناده حسن، انتهى (٧).

وقال الشافعي (٨): ليس الشاذ أن ينفرد الثقة عن الناس بحديث، إنما الشاذ أن يخالف ما رواه الثقات.

وأما حديث عبد الله بن عباس فرواه ابن ماجه في «سننه» (٩) عنه قال:


(١) في النسختين: «التأدية»، تحريف. والتصويب من «بيان الدليل» و «الجرح والتعديل» (٦/ ١٥٤)، وقد وصف به أبو حاتم أيضًا رجلًا آخر، كما في «الجرح والتعديل» (٥/ ٨٧).
(٢) انظر: «الجرح والتعديل» (٦/ ١٥٤) و «تهذيب الكمال» (١٩/ ٣٩١).
(٣) في بيان الدليل: «أبي صالح». وكلاهما صواب، فهو أبو صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث.
(٤) د، ز: «عاهان». والتصويب من «بيان الدليل».
(٥) تقدم توثيقه.
(٦) انظر: «الجرح والتعديل» (٨/ ٤٣١).
(٧) أي انتهى النقل من كلام شيخ الإسلام.
(٨) رواه ابن أبي حاتم في «آداب الشافعي ومناقبه» (ص ١٧٨) والحاكم في «معرفة علوم الحديث» (ص ١١٩).
(٩) رقم (١٩٣٤).