للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: فلما نزل قوله: (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا) الآية، قال رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - لأصحابه: " لا تسبوا ربكم فأمسكوا عن سبّ آلهتهم ".

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ).

قال أبو بكر الكيساني: إن صلة قوله: (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ) أنهم كانوا يعبدون هذه الأصنام والأوثان؛ رجاء أن تقرب عبادتهم إياها إلى اللَّه؛ لا أنهم كانوا يعبدونها ويتخذونها آلهة دون اللَّه؛ فإذا سبّوا معبودهم فكأنهم سبوا اللَّه عدوًا بغير علم؛ إذ العبادة في الحقيقة لله، فيرجع سبّهم إياها إلى اللَّه؛ لذلك كان معنى السحت فقال؛ فعلى ذلك رجع قوله: (كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ)؛ حتى امتنعوا عن سبّ اللَّه، فذلك الذي زين عليهم.

وقال الحسن: قوله: (زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ)، أي: زينا عليهم أعمالهم فيما أمروا به، وفرض ويجب عليهم أن يفعلوا، لا فيما لا يفرض ولا يحل لهم أن يفعلوا.

وكذلك يقول جعفر بن حرب والكعبي وغيرهما من المعتزلة: إنه زين عليهم

<<  <  ج: ص:  >  >>