للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَوْمًا مِنْ بَنِي سَلْمٍ فَرُّوا عن أَرْضِهِمْ حِينَ جَاءَ الإِسْلامُ، فَأَخَذْتُهَا، فَأَسْلَمُوا، فَخَاصَمُونِي فِيهَا إِلَى النَّبِيِّ فَرَدَّهَا عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: «إِذَا أَسْلَمَ الرَّجُلُ فَهُوَ أَحَقُّ بِأَرْضِهِ وَمَالِهِ» قال أَبُو عمر: وقيل: إن العيلة أمه، قال أَبُو عمر: والعيلة أسماء نساء قريش متكررة.

قلت: قد أخرج ابن منده، وَأَبُو نعيم، هذا، ولم يخرجا صخرًا أبا حازم، وأخرج أَبُو نعيم صخرًا أبا حازم، ولم يخرج هذا، ولعلهم ظنوهما واحدًا، وَإِن اختلفت التراجم، والذي يغلب عَلَى ظني أن هذا صخر بْن العيلة صحيح، وأن الذي جعلهما اثنين أصاب، وأن الذي جعلهما واحدًا وترجم عليه: صخر أَبُو حازم والد قيس بْن أَبِي حازم، وقد تقدم ذكره، هو هذا، وَإِنما دخل الوهم عليه حيث رَأَى كنيته هذا أبا حازم، فظنه والد قيس، ولم يكن له إتقان في معرفة النسب ليعلم أن هذا غير ذاك، لأن أبا حازم، والد قيس، من ولد عمرو بْن لؤي بْن زهير بْن معاوية بْن أسلم بْن أحمس بْن الغوث بْن أنمار، وهذا صخر بْن العيلة هو من ولد علي بْن أسلم، يجتمعان في أسلم، ويكون قد اشتبه عليه حيث رَأَى الكنية فيهما: أبا حازم، ويكون الحق بيد أَبِي عمر، حيث لم يذكر والد قيس ههنا، وذكره في عوف، وهو الأشهر في اسمه، وأما أَبُو نعيم فإنه ترك هذا، وهو الصحيح، وذكر ذلك المختلف في اسمه، فلا أعرف وجه تركه لهذا إلا أن يكون ظن أن العيلة أمه، كما قاله أَبُو عمر في قول: وقد ذكرهما ابن الكلبي، فقال في ذلك الأول: اسمه عوف، وكناه أبا حازم، ونسبه كما ذكرناه.

وقال الأمير أَبُو نصر: صخر بْن العيلة الأحمسي، له صحبة، كنيته أَبُو حازم، ثم قال: وَأَبُو حازم الأحمسي عوف بْن عبيد بْن الحارث بْن عوف، ويأتي الاختلاف فيه، وله صحبة، فقد جعلاهما اثنين، ومما يقوى أنهما اثنان أن هذا لا اختلاف في اسمه، ووالد قيس مختلف في اسمه، والأكثر أَنَّهُ عوف.

وعلى الحقيقة فلا يلام من جعلهما أحدًا، لأنه رَأَى النسب واحدًا، والكنية واحدة، والبلد وهو الكوفة واحدًا، ولم يمعن النظر، فاشتبه عليه.

وأما قول أَبِي عمر: إن العيلة في أسماء نساء قريش متكررة، فلا أعرف فيهن هذا الاسم، إنما فيهن: عبلة، بالباء الموحدة، وَإِليها تنسب العبلات، وهم: أمية الصغرى، فإن كان أرادهم، فقد وهم، لأن هذا بالياء تحتها نقطتان، والله أعلم.

وقد سمى أَبُو موسى أبا حازم والد قيس صخرًا، وقد تقدم، ونسبه إِلَى الطبراني، وسعيد القرشي، وليس بشيء، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>