الطريق ومدوا الحبال عَلَى الكلأ، فلما رأى ما صنعوا، قَالَ: سبحان الله، لقد غزوت مع رسول الله ﷺ غزوات، فسمعته يقول:«المسلمون شركاء فِي ثلاث: فِي الماء، والكلاء، والنار».
أَبُو عثمان قيل: هُوَ حريز بن عثمان.
وروى هَذَا الحديث أبو اليمان عن حريز بن عثمان، عن حبان، يكنى أبا خداش، أن شيخا من شرعب نزل بأرض الروم …
وذكر الحديث نحوه، وهو الصواب.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قَالَ: أبو خداش الشرعبي حبان بن زيد، شامي، لا تصح صحبته ذكره بعضهم فِي الصحابة لحديث رواه عن ابن محيريز، عن أبي خداش السلمي، رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ وذكر حديث:«الناس شركاء فِي ثلاث»، قَالَ: وهذا الحديث رواه معاذ بن العنبري، ويزيد بن هارون، وثور بن يزيد، عن حريز بن عثمان، عن أبي خداش، وسماه بعضهم ابن زيد الشرعبي، عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ قَالَ: غزوت مع النَّبِيّ ﷺ فسمعته يقول: «المسلمون شركاء فِي ثلاث» ..
وذكره، قَالَ: وهذا هُوَ الصحيح، لا قول من قَالَ: أبو خداش، عن النبي ﷺ. قال: وقد روى هَذَا عن عَمْرو بن العاص، وروى مثله عن يَحْيَى بن سعيد، وقد روى معاذ بن معاذ بن حريز، فقال: عن حبان بن زيد الشرعبي، عن رجل قَالَ: غزوت مع النَّبِيّ ﷺ وذكره.
[٥٨٤٣ - أبو خداش]
أبو خداش اللخمي لَهُ صحبة، عداده فِي أهل الشام، روى عَنْهُ عبد الله بن محيريز قَوْله.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم مختصرا.
قلت: أخرج ابن منده، وأبو نعيم هَذَا بعد الَّذِي قبله، ظنا منهما أنهما اثنان، وهما واحد.
والعجب منهما أنهما رويا فِي الأول فقالا: إن شيخا من شرعب، ثُمَّ قالا: ههنا أبو خداش اللخمي، فلو علما أن شرعبا من لخم لَمْ يجعلا هَذِه الترجمة، ولفعلا كما فعل أبو عمر، أخرج الأول حسب، وجعل ابن محيريز راويا عَنْهُ، وابن منده، وَأَبُو نعيم جعلا الراوي