ثم إن أبا قيس عاد من الحبشة فشهد أحدا وما بعدها من المشاهد.
وقال ابن إسحاق: اسم أبي قيس بن الحارث: عبد الله. قال أبو عمر: وقد روي عن ابن إسحاق أن عبد الله أخو أبي قيس.
كذا قال، والذي رأيناه من طرق مغازي ابن إسحاق أنه ذكر في مهاجرة الحبشة: عبد الله بن الحارث بن قيس بن عدي، ثم قال: وأبو قيس بن الحارث بن قيس، فهذا قد جعله أخاه، ولم يجعله اسما له.
وكان أبوه الحارث أحد المستهزئين: ﴿الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْءَانَ عِضِينَ﴾.
واستشهد أبو قيس يوم اليمامة شهيدا.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد، بإسناده إلى يونس، عن ابن إسحاق، في تسمية من استشهد يوم اليمامة، من بني سهم: أبو قيس بن الحارث.
أخرجه الثلاثة.
[٦١٨٨ - أبو قيس الجهني]
ب د ع س: أبو قيس الجهني قال ابن منده: أبو قيس الجهني، شهد فتح مكة مع النبي ﷺ وكان يلزم البادية، وكان في آخر خلافه معاوية، قاله محمد بن عمر الواقدي.
أخرجه الثلاثة، وقال أبو نعيم: ذكره المتأخر، وقال: استشهد يوم اليمامة، وقال: كان يلزم البادية.
وكان في آخر خلافة معاوية.
قال: فما أفحش هذا التخليط الذي ذكره على الواقدي، كيف يكون المستشهد يوم اليمامة باقيا إلى آخر خلافة معاوية، وآخر خلافة معاوية سنة ستين، وبينهما نحو خمسين سنة؟ نعوذ بالله من العمى المتناقض.
انتهى كلامه.
وقال أبو موسى: أبو قيس الجهني، شهد الفتح مع رسول الله ﷺ ذكره الحافظ أبو عبد الله في ترجمة أبي قيس بن الحارث، وخلط بينهما وخبط.
قلت: هذا قولهما في ابن منده، ولقد ظلماه، فإنهما غاية ما نقما عليه أنه لم يفصل بين الترجمتين: السهمي والجهني، إما بقلم غليظ أو بياض، وهذا ليس بشيء، فهو إن كان كما ذكره فلا وهم فيه، وقد ذكرنا لفظه سوء في الترجمتين، ليظهر عذره، وأنه لم يغلط.