ما شرطت لَهُ شيئًا! قَالَ:«تحملت لَهُ بقتلي عَلَى أن يعول بنيك، ويقضي دينك، والله حائل بيني وبينك»! قَالَ عمير: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أنك رَسُول اللَّه، يا رَسُول اللَّه، كُنَّا نكذبك بالوحي، وبما يأتيك من السماء، وَإِن هَذَا الحديث كَانَ بيني، وبين صفوان فِي الحجر، والحمد لله الَّذِي ساقني هَذَا المساق، وَقَدْ آمنت بالله ورسوله، ففرح المسلمون حين هداه اللَّه.
قَالَ عُمَر: والذي نفسي بيده لخنزير كَانَ أحب إليَّ من عمير حين طلع، ولهو اليوم أحب إليَّ من بعض ولدي! فَقَالَ رَسُول اللَّه ﷺ:«اجلس يا عمير نؤانسك»، وقَالَ لأصحابه:«علموا أخاكم القرآن، وأطلق لَهُ أسيره»، فَقَالَ عمير: يا رَسُول اللَّه، قَدْ كنت جاهدًا ما استطعت عَلَى إطفاء نور اللَّه، والحمد لله الَّذِي هداني من الهلكة، فائذن لي يا رَسُول اللَّه فألحق بقريش فأدعوهم إِلَى اللَّه تَعَالى وَإِلى الْإِسْلَام، لعل اللَّه أن يهديهم، ويستنقذهم من الهلكة، فأذن لَهُ رَسُول اللَّه ﷺ فلحق بمكة وجعل صفوان بْن أمية، يَقُولُ لقريش: أبشروا بفتح ينسيكم وقعة بدر، وجعل يسأل كل من قدم من المدينة: هَلْ كَانَ بها من حدث؟ حتَّى قدم عَلَيْهِ رَجُل فأخبره أن عميرًا أسلم، فلعنه المشركون، وقالوا: صبأ، وحلف صفوان لا ينفعه بنفع أبدًا، فقدم عليهم عمير، فدعاهم إِلَى الْإِسْلَام، فأسلم بشر كَثِير.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
[٤٠٩٧ - عمير بن وهب]
د ع: عمير غير منسوب.
هُوَ رَجُل من الصحابة.
لَهُ ذكر فِي حديث الزُّهْرِيّ، عَنْ أنس، قَالَ: خرج النَّبِيّ ﷺ يومًا نصف النهار، وعلى بطنه صخرة مشدودة، فأهدى لَهُ غلام من الأنصار شيئًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ ﷺ:«من أنت»؟ قَالَ: أَنَا عمير، وأمي فلانة، فَقَالَ النَّبِيّ ﷺ:«كلوا» فأكلوا حتَّى شبعوا وشربوا من اللبن.
أَخْرَجَهُ ابْن منده، وَأَبُو نعيم.
[٤٠٩٨ - عميرة بن الأعزل]
س: عميرة بفتح العين، وكسر الميم، وآخره هاء، هُوَ ابْن الأعزل أَبُو سيارة المتعي، من قيس عيلان، ثُمَّ من بني عدوان، ثُمَّ من بني حارثة.